کد مطلب:240892 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:170

الی حیث وجهتنی
روی الشیخ الصدوق بإسناده عن أبی الصلت الهروی فی حدیث عن الرضا علیه السلام قال فیه:

«یا أباالصلت غدا أدخل علی هذا الفاجر، فإن أنا خرجت و أنا مكشوف الرأس فتكلم أكلمك، و إن أنا خرجت و أنا مغطی الرأس فلا تكلمنی: قال أبوالصلت:

فلما أصبحنا من الغد لبس ثیابه و جلس فجعل فی محرابه ینتظر فبینا هو كذلك إذ دخل علیه غلام المأمون، فقال له: أجب أمیرالمؤمنین فلبس نعله ورداءه و قام یمشی و أنا أتبعه حتی دخل [علی] المأمون: و بین یدیه طبق علیه عنب و أطباق فاكهة و بیده عنقود قد أكل بعضه و بقی بعضه، فلما أبصر بالرضا - علیه السلام - وثب إلیه فعانقه و قبل ما بین عینه و أجلسه معه ثم ناوله العنقود، و قال: یا ابن رسول الله ما رأیت عنبا أحسن من هذا، فقال له الرضا - علیه السلام - ربما كان عنبا حسنا یكون من الجنة، فقال له: كل منه، فقال له الرضا - علیه السلام -: تعفینی منه، فقال: لابد من ذلك و ما یمنعك منه لعلك تتهمنا بشی ء، فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا - علیه السلام - ثلاث حبات، ثم رمی به، و قام، فقال المأمون: إلی أین؟ فقال: إلی حیث وجهتنی،فخرج علیه السلام مغطی الرأس فلم أكلمه حتی دخل الدار، فأمر أن یغلق الباب، ثم نام علی فراشه...» [1] .

قوله علیه السلام: «إلی حیث وجهتنی» كنایة عن قتله إیاه و الظفر بما أراد من مجی ء الإمام علیه السلام.

و الكلمة بعده سارت مثلا تقال فیمن نوی السوء بآخر من طریق الخداع یعلم به المخدوع، و كذلك المأمون رأس الخادعین و عفریت هذه الأمة [2] لم ینو بالإمام



[ صفحه 78]



علیه السلام منذرآه إلی یوم قتله إلا السوء و الخداع.

و من الغریب توقف بعض أصحابنا فی أنه قاتله و قد ذهب الصدوق و المفید رحمهما الله تعالی و غیرهما إلی أن قاتل الرضا - علیه السلام - هو المأمون العباسی، [3] و ما قدمه من تبجیل ظاهر و ولایة العهد المفروض قبولها علی الإمام علیه السلام كان خداعا محضا أراد بذلك كله السوء به حتی جمیع المناظرات و مجموعها تسع مع أرباب المذاهب و علماء الكلام الذین جمعهم المأمون و أمرهم بها رجاء الغلبة علیه، علیه السلام و كسره، و لم یعلم أو علم ولكنه تجاهل أنه حجة الله البالغة و نوره الذی أراد إتمامه و لو كره الكافرون و كما قال علیه السلام لأصحابه الذی یثق بهم: «و لاتغتروا بقوله، فما یقتلنی و الله غیره، و لكنه لابد لی من الصبر حتی یبلغ الكتاب أجله» [4] .

و أكثر من مرة قد أخبر بأن المأمون قاتله، فلم یبق شوب شك أنه هو.



[ صفحه 79]




[1] عيون الأخبار 245 - 244/2، باب 63.

[2] كما في خبر اللوح: «يقتله عفريت مستكبر...» عيون الأخبار 35:1، باب 6.

[3] البحار 313 - 311/49.

[4] عيون الأخبار 183:2، و حرف الحاء مع التاء نفس «حتي يبلغ...».